ساد الضوضاء في قاعة الأجتماعات في مقر المخابرات العامة المصرية , الي ان صاح مدير المخابرات : هدوء .
فساد الهدوء في المكان , قال المدير ويبدو علي وجهه الأرهاق والتوتر : الأسرائيلين بيلعبوها صح المرة ده .
قال أحد الضباط : لايمكن هنفضل سكتين علي اللي بيحصل دة .
فرد ضابط آخر: ده كارثة ولا يمكن السكوت عليها .
ثم دخل فجأة مندوب مخابرات الرئاسة الي المكان , فساد صمت عميق في المكان , الي أن قطعه مدير المخابرات وقال للقادم : تفضل ايها المقدم .
ثم أكمل: هل عرفت مخابرات الرئاسة بالأمر .
رد المقدم وهو يتخذ مقعدا له : ليس بعد .
قال مدير المخابرات : الأمر كله كارثة , انت تعرف مخاطر اللحمه علي المصريين لأنها تسبب النقرص وأمراض أخري منها تعمل دماغ المصريين متشقلب ولذلك أحنا غلينا اللحمة عشان مفيش حد يشتريها وطبعا عرفنا ان الفول بيسبب اكتر من الامراض دي وعلشان كده بقينا بنغليها هي كمان ولكن السرائيليين بيدخلوا اللحمة مصر تاني علشان يرجعوا الأمراض دي تاني وبكميات كبيرة جدا المرة دي .
فرد المقدم في لامبالاة : وبعد.
رد عليه مدير المخابرات وقد لاحظ هذه اللامبالاه : دول عايزين يبيعوا الكياو منها بسعر سندوتش الفول أو طبق فول بالزيت الحار , وبعد كده الناس هتجن وتجيلها الأمراض المذكورة وبعض الأمراض المؤنثة وتبقي الناس عايزة تاكل لحمة علي طول , زي طبق الفول اليومي .
بد ا علي المقدم الأهتمام وسأل : واللحمة دي مطبوخة ازاي مدسوسة في رز ولا مشوية(كباب وكفتة وحواوشي )ولا في كبسة .
رد عليه المدير: كل ده .
صاح المقدم في غضب : لاه , لا يمكن نسمحلهم بكده أبدا.
ثم صاح مره اخري : لابد من منع دخول اللحمه الي البلد مرة أخري .
قال مدير المخابرات: كيف ؟ لقد فعلنا كل ما بوسعنا ولم نقدرعلي ذلك .
رد المقدم في حماس (وفتح ) : نقول ان اللحمه اللي دخلت البلد بها أمراض .
رد مدير المخابرات : مهما عملنا وأخذنا نقول للناس ان بها أمراض لن يصدقوا , ده غير ان كل الناس عارفة ان معدة المصريين تهضم الزلط .
ثم قال مدير المخابرات في حزم : لازم نلاقي حل .
في مبني الموساد الاسرائيلي اجتمع مدير الموساد وكبار ضباط الموساد .
قال مدير الموساد : العملية الكبري اللي في مصر ماشيه ازاي ؟
رد أحد الضباط : ميه ميه .
رد مدير الموساد وهو يستدير لأحد كبار الضباط : هتكمل العمليه دي يا جولدمان , لأن شالوم وقع في بلاعه من البلاعات العامه في مصر ومات .
رد جولدمان و عينيه تبرق ببريق ظافر : أنا تحت أمرك و أمر القياده .
و أكمل : و هسافر أمتي مصر ؟
رد المدير : بكره , أنا عايز عمليه جامده المره دي .
رد جولدمان : هكون عند حسن ظنك يا فندم .
رن جرس الهاتف في منزل رجل المخابرات عزت الذي أشتهر بأفكاره الغريبه و الناجحه في المخابرات المصريه.
فرد عزت علي الهاتف هاتفا : ألو .
قال محدثه : أ, ب , ت , ث .
رد عزت : ج ,ح , خ , د .
وهكذا تم تبادل العبارات المتفق عليها و عرف عزت انهم يريدونه في مبني المخابرات , وبسرعه تليق برجل مخابرات , جري واطفأ النار التي كان عليها اللبن وفي لحظات قربع الحلة كلها (المفتري) بسرعة تليق برجل مخابرات محترف أيضا .
وأرتدي ملابسه وأخذ ينادي علي زوجته ليقول لها انه سينزل وفجأه تذكر أنه لم يتزوج بعد (مش مهم طبعا ) .
المهم خرج من البيت وركب سيارته وأنطلق بسرعة الصاروخ ووصل الي مبني المخابرات , وكل هذا حدث منذ الاتصال الذي وصله في دقيقة واحدة فقط ( ماتسألش أزاي ؟مش دة رجل مخابرات )وعندما وصل الي مكتب مدير المخابرات , ودق الباب وسمع من يقول : أدخل , ففتح الباب وأمامه رأي أغرب منظر في حياته .
عندما فتح عزت باب حجرة المدير توقع أن يري مدير المخابرات ومعه بعض الضباط أما ما رآه فقد كان أغرب منظر رآه فقد وجد المدير جالس خلف مكتبه وأمامه بياع اللبن الذي يحضر اللبن لعزت كل يوم.
قال عزت في دهشه : Impossible .
قال المدير : أجلس يا عزت وأنا أفهمك .
جلس عزت منتظر تفسير المدير .
قال المدير : أشرف عميل سري لينا , وهو بيجبلك اللبن علي الأقل من غير بودرة سيراميك حفاظا علي صحتك .
قال عزت : وانت مقلتليش لية أن أشرف من عملائنا .
قال المدير : معلش , ده كان ضروري في الوقت الحالي
قال له عزت : متقوليش ضروري , طلقني أ ........آ........ آسف أصل أنا عصبي النهارده .
قال المدير : مش مشكلة ورقتك هتوصلك آ..........آ......... يلا سيبك , المهم عندنا مشكلة رهيبة .
قال عزت فب حزم وقلق : ايه اللي حصل ؟
حكي له المدير ما حدث بالتفصيل وبعد ان انتهي سأل عزت : ايه رأيك ؟
رد عزت : بسيطة نجمع كل اللحمه وناكلها احنا .
رد المدير : عملنا كده ومنفعش , المشكلة عايزين نقضي علي مصدرها .
رد عزت في عصبية وغضب مكبوت : اية ؟ وأكلتوها من غيري , آآآآآآآهههههههههه .
ثم هتف :خلاص انا عندي حل بس بشرط هاخذ نصف اللحمه .
رد المدير : نصفها بحالها ؟ يلا مش مشكلة المهم نقضي علي المشكلة دي, ايه الحل ده بقي ؟
شرح لهم عزت خطته العبقرية والمجنونة أيضا .
وبعد ان انتهي ساد الصمت علي المكان لم يقطعه سوي رنين هاتف مكتب مدير المخابرات , فرد المدير هاتفا : ايوة , فيه أيه ؟.
ثم هتف بجد ............, طيب طيب أنا هعمل اللازم .
ثم أغلق الهاتف , ثم قال لأشرف و عزت : اسرائيل بعتت ضابط خطير من مخابرتهم علشان يكمل العمليه بدل شالوم الي وقع في بلاعه ومات .
قال أشرف : و هو اسمه ايه ؟
رد المدير :مصدرنا في الموساد بيقول ان اسمه سيلفرمان و أنه بيلمع .
قال عزت و أشرف في وقت واحد : نعم ؟
قال المدير : خلاص أنت يا أشرف تعرف مين عميل الموسادو تقبض عليه , أما أنت يا عزت تسافر لاسرائيل علشان تنفذ فكرتك .
خارج مطار القاهره الدولي وقف جولدمان أمام أحدي سيارات الأجره و قال لقائلها : هاري .
فرد السائق : بوتر .
و هكذا تم تبادل العباره المتفق عليها , و ركب جولدمان وقال للسائق : المصريين عرفوا أن أنا قادم لأكمل العمليه أم لا يا ايزاك ؟
رد السائق : ايزاك مين يا عم أنا اسمي فتحي ؟
فقال جولدمان بعصبيه : و أنت عرفت منين العباره السريه ؟ وفين ايزاك ؟
قال السائق : عباره سريه وهبل ايه أنت بتقولي هاري فبتريأ عليك وبقولك بوتر , و مين ايزاك ده كمان ؟ أنت شكلك اسرائيلي ياض .
فتح جولدمان باب السياره و أخذ يجري حتي اختفي عن نظر السائق و أخذ يبحث عن هاتف حتي وجده و اتصل برقم خاص ورد عليه شخص يبدو أنه أبتلع ضفدع : من ؟
فرد جولدمان : صاحب هاري ؟
فرد الرجل الأخر : رونالد ويزلي .
و أكمل قائلا : معلش يا سيد جولدمان أصل ايزاك عمل حادثه بالعربيه , وهو دلوقتي في الانعاش .
رد جولدمان : ليه هي الحادثه كانت جامده أوي كده ؟
رد الرجل : لا يا سيدي دى صاحب العربيه اللي خبطها ايزاك , هو اللي طحنه .
قال جولدمان : يعني ايزاك كده أتكشف علشان هيطلبوا منه الأوراق التي تثبت شخصيته , و ايزاك مع أقل استجواب سيعترف بكل شيء , فليأتي أحد ليأخذني من هنا و هنغير الخطه بعدين .
قال الرجل : حمامه دقيقتان و أوصلك .
قال أشرف وهو يتثائب لمدير المخابرات : بحثت في قائمه الذين دخلوا الي مصر في ال200 ساعه اللي فاتو , ولم أحد اسمه سيلفرمان حتي الأن .
قال المدير و يبدو علي وجهه الغضب الشديد : أنت أهبل و هو هيسافر بأسمه الحقيقي ؟
قال أشرف الذي بدا كأنه أستيقظ من النوم : أيوه ده صحيح , و طب و أنا أعمل ايه دلوقتي ؟
دخل فجأه أحد الضباط دون أن يطرق الباب وقال في حماس : عرفني مين اللي اسرائيل بعتته علشان يكمل العمليه .
قال المدير و أشرف في وقت واحد : من ؟
قال الضابط : أنه جولدمان .
قال أشرف : و أنت عرفت ازاي ؟
رد الضابط : رأيت اسم هاري بوتر في قائمه الذين دخلو مصر منذ 24 ساعه و عندما رأيت الصوره عرفته علي الفور .
قال أشرف : و لماذا اسم هاري بوتر ؟
رد الضابط في انفعال:لأنه يعشق قصص هاري بوتر ,لدرجه أنه سرق أجزائه السبعه قبل عرضها في الأسواق , ويشاهد ال5 أجزاء التي تم صنعها للفيلم كل يوم و يعتقد أن هناك سحر وتعاويذ أيضا .
قال المدير :يبقي أنت لازم تبقي زيه يا أشرف .
و استدار الي الضابط وقال له : أحضر الخمسه أفلام لأشرف حالا ومترجمين كلهم , و عايز كمان الكتب السبعه اللي طلعوا ومترجمين كلهم .
و استدار الي أشرف : المهم تبقي أحسن منه يا أشرف يا بني ده علشان مصر يا بني مصر محتاجالك .
قال أشرف : و أنا تحت أمرها .
وهنا أخذ الضابط الأخر يغني أغنيه لو سألتك أنت مصري تقولي ايه ؟ قولي مصري ابن مصري الله عليه , و عند هذه الفقره أخذ المدير و أشرف يبكيان و يحتضنا بعضهما .
أما عزت الذي سافر الي اسرائيل بطريقه معقده , فقد سافر الي الصين ثم الي أمريكا وهناك حصل علي جواز سفر فرنسي ثم سافر الي لندن ومنها الي اسرائيل وهناك التقي بالعميل المصري في اسرائيل الذي كان أقنع قبل مقابله عزت أحد رجال الأعمال الكبار في اسرائيل بأن يقوم بصفقه كبيره ستأتي من الصين في خلال اسبوع و رجل الأعمال هذا هو أخ مدير الموساد الاسرائيلي .واتفق عزت مع العميل باحضار المعدات اللازمه و هي الحلل والصواني والزيوت والسمن وباقي الأشياء اللازمه .
قال عزت بعد أن دخل الي غرفه المدير : ايزاك أعترف بكل حاجه .
قال المدير : ايزاك مين ؟
قال أشرف : الواداللي خبط التاكسي بتاع محمود فكسره ضرب بعد متعرف عليه و أدخله الانعاش و بعد محاصرناه بالأسئله أعترف بكل حاجه عن عمليه اللحمه , وقال لينا المقر الاحتياطي اللي قال ان الاسرائيلين ميعرفوش أنه عارف مكانه .
رد المدير في فرح : رائع , ميه ميه .
قال أشرف : انا رايح أقبض علي جولدمان و رجالته و أصادر اللحمه اللي مخزننها هناك .
قال المدير : بالتوفيق يا أشرف .
قال أحد رجال جولدمان : قوات الأمن المصريه محاصره المكان .
فأخذ كل الرجال العدو هنا وهناك ماعدا جولدمان الذي قال : هدوء لا تخافوا شيئا فأنا معكم .
ولكن لم يهتم بكلامه أحد .
ثم دخل فجأه أشرف و الجنود .
فصوب جولدمان عصا صغيره الي أحد الجنود قائلا : أفاداكيدافرا .( تعويذة الموت في كتاب هاري بوتر ) , و لكن لم يحدث شيئا للجندي, ففتح جولدمان فمه في دهشه , فاستغل أشرف هذه الفرصه و قال و هو يشير بعصي صغيره : أكسبلارموس (تعويذه نزع العصا السحريه) , فرمي جولدمان عصاه علي الأرض و قال : اذا فأنت من فاز يا رجل المخبرات المصريه .
فرد أشرف : نعم يا جولدمان , و اتفضل معايا بدل ما ألقي عليك تعويذه جديده .
فرد جولدمان في تحد : أنا مش هتحرك من مكاني , و مش هتقدر تعمل حاجه .
فرد أشرف في لهجه توحي بالتهديد : أتجر قدامي بدل ما ألقي عليك تعويذه التعذيب .
فرد جولدمان في رعب :خلاص ياباشا أنا جاي معاك و هقولك علي كل حاجه أنا أعرفها يا باشا .
و هكذا تم وقف الخطر الداخلي من اللحمه و بقي الخطر الخارجي ومهمه عزت .
قال عزت للعميل : الطلبيه وصلت و لا لسه ؟
قال العميل : لسه وصله حالا .
قال عزت : يبقي تجهز كل العمال اللازمين للعمليه .
قال العميل : كلهم جاهزين .
وبعد اسبوع تم تجهيز كل المتطلبات للعمل و بدأ الغزو بالبضاعه حيث كل من يشتري منتج معين من المنتجات الاسرائيلية يأخذ معه كيسة فول بالزيت الحار, ثم تم اغراق السوق بمنتجات الفول المتعددة (منها الفول الحراتي من مصر –والفول المدمس -والفول بالزيت الحار – والفول بالتقليةو..........) وفي خلال أسبوع تم بيع أكثر من مائة ألف طن من أنواع الفول وبعد شهر اختفي الفول من الأسواق وهنا ساد الهرج والمرج في شوارع اسرائيل وخرجت مظاهرات كبيرة تطالب برجوع الفول وهنا وصل خطاب الي الموساد الاسرائيلي مضمونه هو (محدش يقدر يغلب المصريين ), وهنا تم القبض علي رجل الأعمال الاسرائيلي بتهمت التخابر مع المخابرات المصرية ومعه تم عزله مدير المخابرات الاسرائيلي لأنه أخ رجل الأعمال وهنا انتهي عمل عزت والعميل المصري ورجعوا الي مصر بسلام والآن يأكل عزت طن لحمة بأكمله ( كليكت تاني مرة المفتري ).
وشكرا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق