الخميس، 30 سبتمبر 2010

سلسله عظماء الإسلام ضاع حقهم في التاريخ (الحلقه السادسه)أرطغرل بن سليمان

في بادئ الأمر فوجئت أننا نعيش عالم محرف تاريخيا تماما و في المدرسه كان هناك مجرد مدرسين جهله لا يعرفون شئ عن التاريخ هم من يدرسون لنا التاريخ و يصفون الفتح العثماني و الدوله العثمانيه و الدوله الفاسده و التي جلبت الدمار علي الدوله الإسلاميه.

و لكن عندما تبحرت في الدوله العثمانيه منذ قيامه و حتي الأن لم أصل نهايتها أجد دوله في منتهي القوه وقفت أمام أوروبا كلها و أمام الحملات الصليبيه أكثر من 300 سنه وحدها و أذاقت أوروبا كأس الهزيمه مرات و مرات و فتحت أوروبا و رفعت رايه الإسلام الصحيحه علي مشارقها و مغاربها و فتحت أوروبا إلي حدود النمسا و إلي حدود إيطاليا الحاليه.

يكفي أن نذكر ما قاله الرسول صلي الله عليه و سلم:

(لتفتحن القسطنطينيه فنعم الأمير أميرها و لنعم الجيش ذلك الجيش)

و من فتح القسطنطينيه إنه محمد الفاتح سليل أل عثمان.

و هنا فهمت هذه الحمله الشوعاء و الضخمه و التي طبعا مموله من الغرب و طبعا بأمر من أمريكا تغير في كتب التاريخ التي تدرس في المدارس الفتح العثماني لمصر أصبح الغزو العثماني لمصر.

لذلك عن طريق هذه السلسه سأسرد سلاطين الدوله العثمانيه واحدا واحدا لأنهم بالفعل كلهم عظماء و كلهم ضاع حقهم في التاريخ.

فالله المستعان و قد سردت من قبل سلطانين من السلاطين هما بايزيد الأول و سليمان القانوني.

لذا فالنبدأ من أول شخص و هو أرطغل بن سليمان.

كان في منطقه كردستان قبيله تركمانيه في القرن السابع الهجري الموافق الثالث عشر الميلادي تزاول حرفه الرعي.

و نتيجه للغزو المغولي بجحافلها الضخمه في تلك المنطقه قرر زعيم القبيله هجره هذا المكان و كان إسمه سليمان و إتجه إلي هضبه الاناضول و مات بعد ذلك بفتره عام 628 هجريا- 1230 ميلايا و خلفه إبنه الأوسط أرطغرل في قياده قبيله مكونه من مائه أسره و 400 فارس.

و إذا و هو يهاجر هو و قبيلته يسمع عن بعد جلبه و ضوضاء و لما إقترب وجد حربا بين السلاجقه المسلمين و البيزنطيين و كان كافه الغلبه للبيزنطيين .

و هنا دون تردد أخذ أرطغرل فرسان قبيلته و ذهب لنصره إخوانه المسلمين و كان هذا سببا في نصرا المسلمين في ذلك اليوم، و بعد هذا الموقف قدر السلطان السلجوقي ما فعله أرطغرل و فرسانه و أقطعه قطعه من الأرض علي الحدود مع الدوله البيزنطيه كما أنه يمكن أن يوسع دولته علي حساب ما يكتسبه من الأراضي البيزنطيه.

و هنا وقفه فهنا مفارقه عجيبه جدا هذه الإماره الناشئه التي ستتحول فيما بعد لدوله من أكبر الدول في التاريخ لم تنشأ علي حساب دوله إسلاميه أخري و لكن عن طريق الفتوحات الإسلاميه للأراضي البيزنطيه و ما حولها و عندما سقطت الدوله السلجوقيه و تفرقت إلي إمارات صغيره كان لابد من توحيد تلك الإمارات تحت رايه واحده و هذا ما فعلته الدوله العثمانيه الإسلاميه.

و إستمرت حياه أرطغرل في الجهاد في سبيل الله و فتح ما حوله من حوله الأراضي البيزنطيه و للأسف ما نملكه عن أرطغرل ليس بالكثير و لكن ستتضح صفاته و ملكاته في ما غرسه في إبنه عثمانه و كل ما نعرفه أن أرطغرل توفي في عام 699 هجريا 1299 ميلايا.

و جاء من بعده إبنه عثمان علي نفس نهجه .

الجمعة، 24 سبتمبر 2010

سلسله عظماء الإسلام ضاع حقهم في التاريخ (الحلقه الخامسه)بايزيد الأول


يعد السلطان الرابع في الدوله العثمانيه.

بعد إستشهاد أبيه السلطان مراد الاول بعد معركه كوسوفو العظيمه سنه 791 هجريا و الذي يعتبر من أعظم ملوك المسلمين و سنتحدث عنه قريبا.

جاء إبنه بايزيد الأول و الذي لقب بالصاعقه.

كان بايزيد مثل أبيه في صفات الشهامه و الشجاعه و قوه الإيمان و الإستمرار في الجهاد في سبيل الله.

و لقب بالصاعقه لأن هجماته كانت مثل الصواعق التي تأتي بسرعه و تؤدي إلي نتائج مدمره لأعدائه.

بايزيد بن مراد الأول بن أورخان بن عثمان. هو

كانت منطقة الأناضول أو أسيا الصغرى دائماً هى منطقة الإنطلاق لأى سلطان جديد، ذلك لأن هذه المنطقة منقسمة على نفسها لعدة إمارات صغيرة يحكمها أمراء متغلبون على رقاب المسلمين فيها وقد سعى السلطان مراد الأول لتوحيد الأناضول بعدة وسائل، ولم يكد ينجح فى ذلك حتى انفرط العقد مرة أخرى.

ثار هؤلاء الأمراء على العثمانيين وسببوا لهم الكثير من المتاعب، وكانت ثوراتهم المتكررة سبباً لصرف جهود العثمانيين عن حرب أوروبا، مما جعل الأوروبيين يلتقطون أنفسهم ويشكلوا تحالفات صليبية متكررة لمحاربة العثمانيين.

وفي سنة 793 هجرية إستطاع 'بايزيد' أن يضم إمارات منتشا و أيدين و صاروخان دون قتال بناء علي رغبه أهلها.

و هرب أمراء تلك الإمارات إلي إماره إصفنديار، و تنازل أمير القرمان عن جزء من أراضيه خوفا من ضياعها كلها و كان أميرها هو علاء الدين و كان معروفا بالغدر و الخيانه و كانت أشهر معاركه مع السلطان مراد الاول.

و كعاده علاء الدين الغدر فقد ثار عندما إنشغل بايزيد في حروبه في أوروبا فثار و ضم أجزاء من الدوله العثمانيه إليه و قتل الحاميات التي بها فعاد إليه بايزيد بسرعه البرق و دمره و ضم إماره القرمان له و باقي الإمارات الثائره.

و هنا هرب هؤلاء الأمراء إلي تيمور لنك.

بعدما فرغ 'بايزيد' من ترتيب الشأن الداخلى والقضاء على ثورات الأناضول، اتجه إلى ناحية أوروبا وبدأ أولى خطواته هناك بإقامة حلف ودى مع الصرب.

بالرغم من أنهم كانوا السبب فى قيام تحالف بلقانى صليبي ضد المسلمين، بل إن السلطان مراد الأول والد 'بايزيد' قد قتل فى حربه ضدهم، وكل هذه الأسباب كافية لمنع التحالف معهم، ولكن 'بايزيد' الصاعقة كان له وجهة نظر ذكية، ، وهي أن الحلف مع الصرب يجعلهم بمنزلة الحاجز القوى بين الدولة العثمانية وإمبراطورية المجر التى كانت وقتها أقوى الممالك الأوروبية وتلعب بحامية الصليب، وكانت علاقه المجر والصرب متوترة، فاستغل بايزيد ذلك للتفرغ إلى الغرب والوسط الأوروبي وفتح القسطنطينية.

عين بايزيد أصطفان بن لازار ملكًا على الصرب عام (792هـ) مقابل دفع جزية سنوية وتقديم عدد من المقاتلين ينضمون للجيوش العثمانية وقت الحرب. تزوج "أوليفير" أخت أصطفان لكى لا يبقى مشغولاً بموضوع الصرب.

كان 'بايزيد' يهدف من محالفته للصرب غاية هامة إلا وهى التفرغ للوسط الأوروبي والقسطنطينية لذلك فقد قام بتوجيه ضربة خاطفة إلى بلغاريا وفتحها سنة 797 هجريا وأصبحت بلغاريا من وقتها إمارة تابعة للدولة العثمانية مما جعل أوروبا ترتجف رعباً تحت الصاعقة الإسلامية التى فتحت البلاد الواحدة تلو الأخرى.

وفرض علي إمبراطور بيزنطه مانويل في ذلك الوقت عده شروط منها :

1- إنشاء محكمة إسلامية وتعيين قضاه مسلمين بها للفصل فى شئون الرعية المسلمة بها.

2- بناء مسجد كبير بها والدعاء فيه للخليفة العباسي بمصر ثم السلطان 'بايزيد' وذلك يوم الجمعة.

3- تخصيص 700 منزل داخل المدينة للجالية المسلمة بها.

4- زيادة الجزية المفروضة على الدولة البيزنطية.

5- ترك حامية إسلامية تتكون من 6000 جندى بحى جالاتا بحذاء الشواطىء الشمالية للقرن الذهبى.

6- فرض رسوم جديدة على مزارع الكروم والفاكهة خارج أسوار القسطنطينية.

ودوّت صيحات الله أكبر فى جنبات القسطنطينية لأول مرة فى عهد الصاعقة بايزيد الأول، ولم ينتهى المشهد بعد، فقد ظل الإمبراطور مانويل معظم السنة الأولى من حكمه فى خدمة السلطان بايزيد وظل فى معسكر السلطان الى أن سمح له بالرجوع الى القسطنطينية، ولكنه حذره قائلاً :

(إذا أردت أن تنفذ أوامرى، إغلق عليك أبواب مدينتك، واحكم داخلها، فكل ماوراء الأسوار ملك لى)

و قام بايزيد بالحمله الدانوبيه و عبر نهر الدانوب و هاجم والخيا و لكنه لم يستطع الإستمرار و صدته جموع جيوش الافلاق.

كان حصار القسطنطينية وسقوط بلغاريا وقبول مانويل للشروط السابقة بمثابة جرس الإنذار القوى لكل الأوروبيين خاصة ملك المجر سيگيسموند والبابا بونيفاس التاسع ، فتقرروا تكوين حمله صليبيه جديده و إشترك في تلك الحمله معظم ملوك أوروبا و جاءوا علي رأس جيش من 120 ألف مقاتل و قاد الحمله ملك المجر بنفسه و نحركت تلك الحمله عام 800 هجريا و حدثت مشاكل كبار بين كبار قاده الحمله و و إندحروا مع نهر الدانوب حتى وصلوا إلى مدينة نيكوبوليس فى شمال البلقان.

و لم يكد يدخلوا المدينه حتي ظهر بايزيد الصاعقه بجيش مكون من 100 ألف جندي و كأن الارض إنشقت عنهم، وكان ظهوره كفيلاً بإدخال الرعب والهول فى قلوب الصليبيين فوقعت عليهم هزيمة مدوية حتى أن سيجسموند الذى وقف قبل المعركة يقول فى تيه وغرور :

(لو انقضت علينا السماء من عليائها لأمسكناها بحرابنا)

يهرب مثل الفأر الذعور ويلقى بنفسه فى مركب صغير ويترك خلفه حملته الفاشلة تذوق ويلات هزيمة مروعة.

و سميت هذه المعركه نيكوبولي أو نيقوبوليس و أسفرت عن نصر عظيم للمسلمين كان له أعظم الأثر فى العالم الإسلامى بأسره، ووقعت بشارة الفتح فى كل مكان مسلم، وارسل بايزيد إلى كبار حكام العالم الإسلامى يبشرهم بالفتح وبالعديد من أسرى النصارى كهدايا وسبايا لهؤلاء الحكام باعتبارهم دليلاً مادياً على روعة النصر وأرسل إلى الخليفة العباسى بالقاهرة يطلب منه الإقرار على لقب سلطان الروم ، ووافق الخليفة على ذلك.

وممن وقع فى الأسر "الكونت دى نيفر" بنفسه أحد أكبر الأمراء فى الجيش الصليبى، لذى أقسم بأغلظ الأيمان ألا يعود لمحاربة المسلمين وكاد أن يقبل قدم السلطان، لكن كان الرد السلطان بايزيد الأول المعتز بدينه، أن قال له :

(إنى أجيز لك ألا تحفظ هذا اليمين فأنت فى حل من الرجوع الى محاربتى وقت ما شئت)

ثم استطرد قائلاً كلمته الشهيرة التى خلدها له التاريخ وكتبها من حروف من ذهب:

(إذ انه ما من شيىء أحب الىّ من محاربة جميع مسيحى أوروبا والإنتصار عليهم)

ولكن يقول المثل : (ما من طائر طار و إرتفع، حتي كما طار وقع)

و جاءت الكارثه التي لم تكن في الحسبان و جاءت الطعنه من المسلمين أنفسهم أو من يتشبهون بالمسلمين.

ظهرت أثناء تلك الفترة قوة بشرية ضخمة يقودها رجل من أقسى الناس قلبا وأخبسهم عملاً، هو تيمورلنك الرافضى الخبيث الذى كان يدعى الإسلام ويظهر حبه الشديد لآل بيت النبى صلى الله عليه وسلم، استطاع هذا الرجل أن يؤسس إمبراطورية ضخمة مترامية الأطراف فضم بلاد ماوراء النهر وبلاد الشام والهند وموسكو وأسيا الصغرى، و كان يحلم بالسيطره علي العالم كله.

ولم يستطع أحد أن يقوم فى وجه هذا الطاغية لعظمة جيوشه وأعدادها الضخمة التى لا نبالغ إذا قلنا أنها قاربت الى اكثر من مليون جندى.

مافرح ملوك أوروبا بشىء مثل فرحهم بظهور تيمورلنك الذى وجدوا فيه خلاصهم الوحيد من السلطان بايزيد الأول.

ارتحل كثير من أمراء الأناضول الذين طردهم السلطان بايزيد الأول الى خدمة تيمورلنك واحتموا به، وبلغ ذلك إمبراطور بيزنطة وأمراء أوروبا فأرسلوا الى تيمورلنك يستنجدون به من السلطان بايزيد الأول وأوقدوا العداوة بينهما، وبالفعل طمع تيمورلنك فى أملاك الدولة العثمانية وبدأ بالهجوم على أطرافها فى آسيا الصغرى، وانضم اليه الأمراء الفارين من بايزيد الأول.

الأمر الذى أزعج السلطان بايزيد جدا فصمم على ملاقاة هذا الطاغية وقتله وخصوصا بعد رسالة تيمورلنك الى السلطان بايزيد حيث أهانه ضمنيا حين ذكره بغموض أصل أسرته واستصغار شأنه ولكنه ختم الرسالة بأن عرض عليه العفو على إعتبار الخدمات الجليلة التى قام بها آل عثمان لخدمة الإسلام.

فصمم السلطان بايزيد على محاربة الطاغية تيمورلنك، ثم بعد ذلك يتفرغ الى فتح القسطنطينية الذى كان وشيكا جدا.

ولكنه هزم في معركه أنقره عام 804 هجريا و أسر هو إبنه موسي و حاول الهرب ثلاث مرات و لكنه فشل و مات بعدها بوقت قليل و هو في الأسر.

إنتهت حياه هذا البطل العظيم نهايه مؤسفه و لكن يأتي حفيده محمد الفاتح و يكمل مسيرته و يفتح القسطنطينيه.

رحم الله هؤلاء الرجال العظماء.

الخميس، 16 سبتمبر 2010

سلسله عظماء الإسلام ضاع حقهم في التاريخ (الحلقه الرابعه) سليمان القانوني


هو سليمان بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح.

ولد عام 1495 ميلاديا – و توفي عام 1566 ميلاديا.

هو من أعظم حكام الدوله العثمانيه و أخرهم أيضا، و حكم 46 عام منذ عام 1520 ميلاديا .

و يسميه مؤرخي أوروبا سليمان العظيم.

نبذه عن الدوله العثمانيه بعد محمد الفاتح :

بعد سقوط القسطنطينيه في يد الدوله العثمانيه و إعاده تسميتها إسلامبول (دار الإسلام)

و يموت بعدها بفتره محمد الفاتح و هو يجهز الجيوش لفتح روما و يأتي من بعده إبنه بايزيد الثاني و كان يكرهه الحرب كما أنه ضعيف الشخصيه فعزله وزراءه و وضعوا مكانه إبنه سليم الأول الذي يعرفه الجميع الذي دمر الدوله الصفويه في إيران و دوله المماليك في مصر و الشام و الحجاز و دانت له المجر و النمسا بالولاء و بعثت له الجزيه.

و يموت سليم الاول و يوصي إبنه و وريثه الوحيد سليمان

(يا ابني اعمل كم عمل ابائاك وأجدادك السلاطين بني عثمان على حماية الإسلام والمسلمين . واحرص يا ابني على الجهاد ونشر الإسلام فإنها بهذا انتصرت بني عثمان على ملوك الأرض.
ويا ابني عليك بالحكم بالشريعة الإسلامية وقرب علماء السنة من مجلسك . وإياك واللهو ومجالسة السفهاء . وأوصيك بمحاربة النمسا والمجر وحارب الشيعة.
واحمي يا ابني كل شبر من أراضي الإسلام وإن لم تفعل ذالك فأني برئي منك يوم الدين)

دوله سليمان القانوني :

جمع بين سياسة جدة محمد الفاتح وبين براعة أبيه سليم العسكرية .

-إبتدء حكمه بالقضاء على الثورات في الشام والمصر والحجاز.
-وجهه ضربة قوية وقاضية على الصرب فأحتل بلغراد وقضى علي الدوله الصربيه
-ووجهه ثلاث حملات عسكرية قوية إلى ايران الشيعيه حتى استطاع إن يضم العراق وأجزاء كثيرة من ايرإن تحت الحكم العثماني.

-قام بغزو المجر واستطاع إن يحتلها وإن يحتل عاصمتها بودابست.

وهنا دعت البابويه لحمله صليبيه علي الدوله العثمانيه و أن يشارك ملوك أوروبا بأنفسهم في المعارك، و بالفعل تجهز ملك النمسا والمإنيا وهولندا وإنجلترا واسبانيا وايطاليا والبرتغال وروسيا
واوكرإنيا و تجمعوا في النمسا و خرجت جيوشهم لمحاربه الدوله العثمانيه .

و عندم علم سليمان بأمر الحمله أسرع في تجهيز الجيوش و خرج لهم بجيش ضخم من إسطنبول وهنا تتجلي قوه و عقليه سليمان الفذه في التكتيك الحربي .

فيقسم جيشه ثلاثه أقسام : القسم الاول ينسحب منهزما في المعركه و كذلك يتبعه الثاني و الثالث يكون منتظرا في الخلف و هو علي رأسه و مدعم بخمسه ألاف مدفع.

و عندما إنسحب القسمان الأول و الثاني في المعركه سرع الصليبين من الهجوم و إندفعت صفوفهم إلي الامام و هنا تفتح المدافع الإسلاميه النار عليهم و في نفس الوقت يعود القسمان الاول و الثاني إلي المعركه من الخلف كالكماشه و كان النصر هائلا في معركه موهاكس و قتل فيها معظم ملوك أوروبا و كانت الجيوش الصليبيه 300 ألف مقاتل لم ينجو منهم إلا 4 ألاف مقاتل.

من بعد معركة موهاكس توجهه سليمان القانوني لغزو النمسا فحاصر النمسا ثلاث مرات حتى قررت إن تخضع النمسا تحت الحكم العثماني.

قرر سليمان القانوني ضم ليبيا وتونس والجزائر تحت الحكم العثماني لحمايتها من الهجمات الاسبانية و بالفعل فعلها.

كما أنه هزم الأسطول البرتغالي و الاسباني في معركه بحريه في البحر المتوسط و فرض حظر علي السفن الاوروبيه من الإبحار في البحر المتوسط.

كذالك قام سليمان بضم قطر والمنطقة الشرقية والإحساء وعمان والأمارات تحت حكم العثمانين وذلك حماية لهذا الدول من البرتغال الذين ساروا في جميع البحار.

إنتزع اوكرإنيا من الحكم البولوني الروسي وضمها لحكمه.

قامت المانيا بقيادة إمبراطورها لغزو الدولة العثمانية ولكنه أنهزم من القوات العثمانية و أمر سليمان بقتله.

سير جيش عثماني لغزو موسكو بسبب قيام القيصر الروسي بقتل تجار مسلمين في موسكو واستطاع الجيش العثماني من إحراق موسكو وقتل القيصر الروسي.

قام بضم جيبوتي والصومال واريتريا ليغلق البحر الأحمر أمام السفن البرتغالية.

و قد سمي بالقانوني لأنه سن القوانين والأنظمه في الدوله العثمانيه، كما أنه كان أيضا سياسيا محنك متمسك بالشريعة الإسلامية و عادل.

و توفي سليمان القانوني سنه 974 هجريا وهو محاصرا مدينه سيكتوار.

رحم الله سليمان القانوني الذي أذل أوروبا كلها و رفع رايه الإسلام فوقهم جميعا و دخل روسيا المنيعه التي قالوا عنها مقبره الغزاه.

محمد غلاب

الأربعاء، 15 سبتمبر 2010

سلسله عظماء الإسلام ضاع حقهم في التاريخ (الحلقه الثالثه)عبد الرحمن الناصر


هو عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله .

المعروف بعبد الرحمن الناصر .

واحد من أعظم الحكام المسلمين في التاريخ بعد الخلفاء الراشدين بالطبع.

حكم الأندلس حوالي 50 عاما من 300 هجريا إلي 350 هجريا.

نبذه عن تاريخ الأندلس ما قبل حكم عبد الرحمن الناصر :

بعد الفتح الإسلامي في عصر الدوله الامويه بلاد شبه الجزيره الايبيريه المعروفه بالأندلس وقتها و المعروفه حاليا بأسبانيا و البرتغال ظلت محط إهمال لبعدها عن مقر الخلافه الأمويه ، و لكن تسقط الدوله الامويه و تاتي الدوله العباسيه و يهرب شاب من العائله الأمويه إلي تلك البلاد، فيجدها مدمره تقريبا من الصراعات و الحروب الأهليه بها بين الجند المسلمين و يبدأ بعض من الجند في الغنضمام إليه علي أنه وريث الدوله الامويه و بالفعل يحكم هذا الشاب قبضته علي تلك المنطقه و ينشأ الدوله الأمويه في الأندلس و يعرف هذا الفتي بعبد الرحمن الداخل .

و يتوالي الحكام بعد عبد الرحمن الداخل منهم الصالح و منهم الفاسد و يأتي حاكم عظيم اخر هو عبد الرحمن الاوسط و هنا تزدهر الاندلس و تصبح بلد غنيه و ينشأ أسطولان للأندلس لكي يوقف هجمات النورمانديين، واحد في البحر المتوسط و الاخر في المحيط الاطلسي.

و يأتي بعد عبد الرحمن الاوسط إبنه محمد الذي يزيد من مجد الدوله و قوتها ولكن في أخر عصره تبدأ ثورات قاتله عنيفه و يموت و يتركها لولده عبد الله، و هنا يمسك عبد الله الحكم لدوله ثارت كل جوانبها عليه و لم يبقي له إلا عاصمته قرطبه و كان يفتقر عبد الله للذكاء لكنه كان مبدع في المؤامرات و حبكها، و فضيلته الوحيده الثبات و الصبر علي المحن التي رأها و كل جوانب دولته ثائرها عليه و عجز مالي رهيب في دولته فأكسبته صفه الشح، و كانت أخطر الثورات التي حدثت كانت في الجنوب في غرناطه بقياده رجل يسمي عمر بن حفصون التي إستمرت أكثر من 30 عاما و حروب مستمره مع الدوله الأمويه.

و كان لعبد الله إبن يسمي محمد إتهمه بالتأمر ضده فأمر بقتله و كان لمحمد طفل لم يولد بعد و بعد مقتل محمد ندم عبد الله ندما شديدا علي قتله لولده فقرر تربيه حفيده بنفسه و ولد عبد الرحمن و تلقاه جده بكل رعايه و حنان.

و نشأ عبد الرحمن مختلفا عن جده تماما، فكل الناس تحبه لأخلاقه الكريمه و كرمه و رقته في التعامل مع الضعيف علي عكس جده و الاخذ بالأسباب كما أنه كان الوسيط بين الجميع و جده عبد الله الذي لم يعد أحد يطيقه.

و مات عبد الله و هنا يمسك حفيده عبد الرحمن الحكم و هو في سن الثانيه و العشرين و يمكن أن نقول عليه عبد الرحمن الثالث، و بالرغم من أن هناك أعمام له يفقونه سنا و خبره في الحياه فإنهم جميعا يتنازلون عن الحكم لعبد الرحمن لأن منصب الأمير علي بلاد الاندلس لم يعد المنصب الذي ينظر إليه كغايه بل كحمل ثقيل يكسر أكتاف أعتي الرجال.

حكم عبد الرحمن الناصر :

بدأ عبد الرحمن الناصر بكل همه و نشاط في إعاده الوحد لبلاده و أن يدمر ثوره عمر بن حفصون عن طريق تدمير أو كسب حلفائه فلجأ إلي المعارك معهم أولا و بعدها و عدهم الأمان و التأمين علي أنفسهم و انهم لن يضروا و لا يمسوا بسوء، فعندما وجد رجل ذو كلمه و أخلاقه بدأوا يتنصلوا من عمر بن حفصون و ينضموا إلي عبد الرحمن .

و كذلك فعل مع كل الثورات في أنحاء الأندلس شرقا و غربا و جنوبا .

و في نفس الوقت تحاول مملكه ليون إستغلال الفرصه و تأخذ بعض الاراضي فيرسل لها عبدالرحمن في عام 304 هجريا جيش بقياده قائد قواته أبا العباس أحمد بن أبي عبده ولكن الجيش لم يكن مهيأ للقتال و لم يكن جيد التدريب فهزم الجيش و أستشهد قائده .

و هنا تطمع الممالك النصرانيه في الدوله الإسلاميه و تتحالف مملكه نبره مع مملكه ليون و يهاجموا مدينه طلبيره ، و تهاجم بنبلونه طليطله و تحرق زروعها و تعيث في الأرض فسادا، فيهب عبد الرحمن و يجهز جيوش قويه في عام 306 هجريا و يدمر الجيوش التي أمامه بالكامل و يعيد الامور إلي نصابها بل و وسع دولته علي حساب مملكه ليون و مملكه نبره.

و بعد إنتهاء المعارك يبقي عبد الرحمن علي قاده أقوياء علي الحدود مع الممالك النصرانيه و كل فتره تهاجم قوات الاندلس علي تلك الممالك إلي وصلت إلي بنبلونه و هنا يطلب ملك نبره الصلح و يصبح تابع لدوله عبد الرحمن الداخل .

و لكن في عام 320 هجريا يعود خطر مملكه ليون راميرو الثاني الذي إستجاش جيوش أوروبا و سار بها نحو طليطله و سار عبد الرحمن بنفسه بجيش سماه جيش القدره و هنا خاف راميرو الثاني اللقاء فإحتمي بالحصون فسار المسلمون حولهم يستولون علي البلاد المجاوره لهم .

و في عام 327 هجريا يسير نحو جيوش ليون و نبره ، و هنا يحدث شئ عجيب سيتكرر في تاريخ الاندلس كثيرا و هو أن عبد الرحمن وضع قائد الجيش من مواليه من الصقالبه (من جزيره صقليه حاليا) و هنا التصرف الغريب من القاده الأندلسيين أنهم يغضبوا من هذا التصرف و ينفضوا عن الجيش و هنا تأتي الخساره و لكنها لم تضعف من قوه عبد الرحمن شئ و لكن الكتب الغربيه صورته بالنصر الذي ليس بعده نصر.

و بعدها يحدث الصلح بين الإماره الأمويه و مملكه ليون و يحصن عبد الرحمن الجبهه الشماليه بالكامل تحصين قوي جدا.

و بعد إنتهاء الصلح تغير القوات الإسلاميه علي كل تلك الممالك إلي أن تصل إلي عواصمهم و لم يستطع أحد إيقافهم و يطلبوا جميعا الصلح مره أخري و يصبحوا تابعين للدوله الإسلاميه في الاندلس.

و في عام 316 هجريا يتخذ عبد الرحمن الناصر لقب خليفه المسلمين في الاندلس .

و عندما تولي عبد الرحمن الناصر الحكم كانت الدوله الفاطميه في المغرب قامت من 4 سنوات و رأي فيها المذهب الشيعي الإسماعيلي يخرج عن قواعد الإسلام الصحيحه فبدأ بتدعيم بقايا دوله الأدارسه التي إنهارت علي يد الفاطميين بالمال فقط دون أن يجهد نفسه في حروب جديده هو في غني عنها.

كل هذا و الاندلس أصبح مستقر بعد أن كتم كل الثورات و زاد العلم و التعلم و الرخاء و هنا تظهر عبقريه عبد الرحمن الناصر في تنظيم احوال دولته لتجعله أقوي دوله في العالم في ذلك الوقت.

فوضع نظام الوزارات كأقرب ما تكون عليه الوزارات حاليا .

و قسم خراج البلاد ثلاثه أقسام: ثلث للجند و ثلث للبناء و ثلث للمدخر .

و قيل من إزدهار قرطبه وحدها في عهد عبد الرحمن أن عدد دورها بلغ 113 ألف دار و عدد الحمامات وصل إلي 300 حمام و زاد من حجم المسجد الجامع.

و كدوله عظيمه أصبحت قرطبه محط سفراء كل دول العالم ، و هنا وجد عبد الرحمن أن قرطبه اصبحت ضيقه الطرق و لا تصلح لكل هذا العدد الهائل من الوافدين عليها، فأصدر قرار ببناء مدينه الزاهره التي لو وصفناها لن أعطيها حقها و لكنها كانت قره المدن في ذلك العصر و أنها كانت تعطي مباشره طابع الهيبه و العظمه للخلافه.

و هنا تصبح الخلافه الأمويه في الاندلي الدوله العظمي في العالم شرقا و غربا فنجد أن في مشاكل الممالك الأوروبيه بينها و بين بعضها يلجئوا إلي تحكيم عبد الرحمن لحل تلك المشاكل.

و في عام 350 هجريا في شهر رمضان يتوفي ذلك القائد العظيم الذي سطر تاريخ المسلمين بأحرف من ذهب علي جدران أوروبا.

و قال عنه مؤرخوا أوروبا :( إن عبد الرحمن الناصر يعتبر من أعظم ملوك أوروبا كلها في كل العصور).

رحم الله عبد الرحمن الناصر