
هو يوسف بن تاشفين ناصر الدين بن تالاكاكين الصنهاجي
يمكننا أن نقول أنه المؤسس الحقيقي لدوله المرابطين التي إتسعت لأول مره في أفريقيا المداريه و حاربت إمبراطوريه غانا إلي أن فتحتها و أنشأت مراكش و جعلتها عاصمه لها و وحدت معظم منطقه المغرب العربي إلي دوله واحده.
و أصل هذه الدوله من قبيله تسمي لمتونه إحدي القبائل الصنهاجيه التي حرفها البرتغاليين إلي سنهجال ثم إلي سنجال
senegal
و قصه تكوين هذه الدوله و إنتهائها عجيبه بالفعل و سنسردها بإذن الله فيما بعد.
المهم هو أنه عندما أستشهد مؤسس حركه المرابطين و هو فقيه يسمي عبد الله بن ياسين في معركه مع قبيله تسمي برغواطه كانت كافره و كانت تهاجم دائما القبائل الإسلاميه و تسيطر عليهم و تنشر الفحشاء بينها.
تولي من بعده أبو بكر بن عمر الذي عين ابن عمه يوسف بن تاشفين أميرًا علي الملثمين و المنطقه الشماليه في حين أن أبو بكر إنشغل في الجنوب مع إمبراطوريه غانا و الملحدين
و هنا يبدأ ظهور يوسف كبطل مغوار و عسكري محنك بل و ذو خلق و دين عظيم فيفتح المغرب كلها و نصف الجزائر الحاليه و هنا عندما يعود أبوبكر من الجنوب يجد الناس تعشق يوسف و خلقه الكريم فنجد هنا موقف غريب من أبو بكر و أن يتنازل عن الحكم ليوسف .
و كان يوسف مؤمننا بوحده المسلمين فعندما تولي الحكم بعث إلي الخليفه العباسي الولاء و الطاعه و ان دولته تابعه للدوله العباسيه.
و يستعد يوسف في تمديد دولته شرقا ليزيل دوله بني زيري التي ضعفت من كثره الحروب علي عده جبهات .
و لكنه لم يستطع لأن جاءت له الإستنجادات من أهل الاندلس لكي ينقذهم بعد السقوط المدوي لطليطله تلك المدينه العظيمه في شمال الأندلس في يد ملك قشتاله و ليون ألفونسو السادس دون أي قتال يذكر و من بعدها إستعداده للهجوم علي لشبونه و العجيب أن ملوك الطوائف لم يفكروا في طلب النجده من المرابطين إلا بعد أن ثار الناس عليهم و لكي يحافظوا علي ماء وجوههم لأن يوسف لبي بالفعل طلب الشعب الأندلسي و إستعد للتحرك نحوها.
و جهز يوسف الجيش و عبر علي الفور و قبل أن يعبر إلي الاندلس قال هذا الدعاء: اللهم إن كنت تعلم أن في جوازنا أي (اجتياز البحر) هذا خيرًا للمسلمين، فسهل علينا جواز هذا البحر، وإن كان غير ذلك فصعبه حتى لا أجوزه.
و يصل إلي الأندلس عام 478 هـ / 1085 م و هنا يجد الناس البطل الشهم المغوار أمامهم فتشتعل حميه الجهاد في صفوف المسلمين و ينضم الناس أفواجا إلي الجيش الإسلامي
و في عام 479 هـ / 1086 م تبدأ المعركه بين جيش المسلمين و جيوش قشتاله و ليون عند منطقه تسمي زلاقه و سميت المعركه بإسمها و هنا تتضح القوه الحقيقيه للمسلمين و يتضح مدي عدم قدره ألفونسو السادس علي صد هجوم مسلمين أرادوا الشهاده في سبيل الله و ينكسر جيش ألفونسو السادس و يتحطم تماما و ينجو ألفونسو بنفسه مع كوكبه من جنوده.
و إنتصر المسلمين في معركه زلاقه نصرا عظيما أبقي علي الدوله الإسلاميه في الأندلس مده أطول مما كانت ألت إليه من سقوط.
وهنا نجد النفوس الضعيفه التي كان يملكها ملوك الطوائف فيبدؤا في الخوف من المرابطين بل و التحالف مع القشتالين عليهم وبعضهم من بدا و كأن النصر لم يكن علي هواه.
و هنا يعجل يوسف بالعوده إلي دولته الواسعه لينظر في شؤونها، و هنا تتنفس مملكه قشتاله وليون الصعداء ، و يبدأ أمراء الطوائف في التحالف مع بعضهم ليس علي قشتاله و إنما علي أخيهم الذي هب إلي نجدتهم.
أما يوسف بن تاشفين فقد رأي أن حكام الطوائف ليس منهم أي رجاء أو خير كما انه يريد أن يستكمل هذا النصر العظيم و لكنه لا يستطيع لأنه لا يأمن ملوك الطوائف و لا يستطيع أن يأمن الإمدادات لجيوشه، فمهد لنفسه في الاندلس تمهيدا معقولا و عبر للمره الثانيه إلي الاندلس عام 480هـ/1088 م ليستعيد حصنا هاما بين بلنسيه و مرسيه و سار يوسف نحوها و إنتصر الحشود الأندلسيه و لكن لم يأته أحد و لم يستجب أحد لداعي الجهاد بل و منع عنه ملوك الطوائف الإمدادات والزاد و المؤن و أخذوا من قواته موقف العداء.
و هنا يفك يوسف الحصار عن الحصن بعد أن إنتهت مؤنه و أفل راجعا إلي المغرب ، و ما إن إنفك الحصار حتي هرب القشتاليين اللذين كانوا بالحصن هربا و رعبا من المرابطين.
و في عام 482 هـ / 1089 م يعبر يوسف بن تاشفين عبوره الثالث و يعزل ملوك الطوائف و تصبح الاندلس تابعه لدوله المرابطين، و تصبح دوله المرابطين دوله هائله المساحه و تقع بين قارتين.
و إستمر الجهاد الإسلامي المرابطي في الاندلس أمام المد النصراني و يذيقوا تلك الممالك (قشتاله و ليون – أرجون) الذل و الهوان .
و يمرض يوسف بن تاشفين و يتوفي عام 500 هـ / 1107 م و خلفه إبنه علي الذي سار علي طريق والده .
و بوفاه يوسف بن تاشفين فقدت الامه الإسلاميه شخصيه من أجل الشخصيات في تاريخ الإسلام زهدا و ورعا و تقي .
رحم الله يوسف بن تاشفين.
محمد غلاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق