
هو أبو يوسف يعقوب بن عبد المؤمن بن علي القيسي الكومي، الملقب بالمنصور الموحدي .
ثالث حكام دوله الموحدين بعد والده عبد المؤمن بن علي.
ولد سنة 554هـ
نبذه عن قيام دوله الموحدين :
عندما وصلت دوله المرابطين إلي أوج قوتها و جهادها ضد المد الناصري في شمال الاندلس و مدي قوه و براعه تلك الدوله التي ما تزال وليده و لم يمر عليها 100 عام ، بدأت قبائل أخري تغار منهم مثل القبائل المصموديه و هنا يبرز شخص غريب وسطهم يدعي محمد بن تومرت و كانوا يقولون أنه رجل دين و هو بعيد كل البعد عن الدين و لكنه كان سياسي محنك، و هنا يدعي علي المرابطين كل بهتان و باطل و أنهم يجسموا الله عز وجل و ما كان المرابطين يجسمون الله لأن دولتهم كانت دوله جهاد و دعوه و لم تفرغ مطلقا من حربها مع الممالك النصرانيه في الأندلس.
و هنا يتجمع الناس حول محمد بن تومرت و بالذات المصامده لأنهم رأوا فيه رجل شجاع لا يهاب السلطه، كما أن القاعده الأساسيه في تفكير الناس في ذلك العصر أن رجال الدوله دائما علي الباطل.
و ينضم إليه شاب فتي يسمي عبد المؤمن بن علي و يحبه محمد بن تومرت حبا جما و يقربه له إلي أن صار مساعده الاساسي و وكيله ، و عندما زاد أتباع محمد بن تومرت بدأ حربه مع المرابطين في مناوشات صغيره ، و لعل الحظ خدمه أن معظم القوات المرابطيه في الأندلس مجاهده.
و يموت بعدها محمد بن تومرت عام 524 هجريا الذي فعل كل ما يندي له الجبين و يخفي موته 3 سنوات إلي أن يتم ترتيب القياده لعبد المؤمن و يتقدم عبد المؤمن لحرب المرابطين حروب طويله أدت إلي إنحسار قوه المرابطين في الاندلس و سقوط سرقسطه في يد مملكه أرجون النصرانيه.
و تسقط الدوله المرابطيه في عام 541 هجريا عندما يدخل عاصمتهم مراكش و يقتل إسحاق بن علي بن تاشفين و يبدأ عبد المؤمن في ضم الجزء الشرقي من دولته و ينهي دوله بني زيري في القيروان و يقضي علي النورمانديين اللذين إحتلوا أجزاء منها و يضم بالمعروف الأن بالمغرب و الجزائر و تونس و ليبيا تحت إمرته و إكتمل هذا عام 555 هجريا ، و بعدها إتجه نظره ناحيه الأندلس التي أصبحت تحت حكم ملوك الطوائف مره أخري بعد سقوط الدوله المرابطيه و عبر إلي الأندلي في عام 556 هجريا و يخضع باقي الاندلي الإسلاميه له .
و بذلك ينشئ الموحدين دوله شاسعه الحكم و القوه يكفي أنها كانت أكبر من الدوله العباسيه في ذلك الوقت.
و يموت بعدها عبد المؤمن بن علي بعامين 558 هجريا، و يتولي بعده إبنه أبو يعقوب يوسف.
و تبدأ ثوره في الجزء الشرقي من المغرب العربي بدأت بالقبائل الهلاليه القادمه من الجزيره العربيه و إنتهت ببني غانيه الذين كانوا قواد في جيوش المرابطين و الذين وجدوا إجحافا من الموحدين و كانوا في جزر الجزائر الشرقيه المعروفه بالبليار و مدوا هجومهم إلي سواحل أفريقيا و أجهدت الدوله الموحديه بتلك الحروب المتتاليه و وجود ثائر خائن في شرق الاندلس يسمي محمد بن سعد بن مردانيش و تبدأ حرب اخري للموحدين مع إماره البرتغال التي انفصلت حديثا وقتها عن مملكة قشتالة وليون وبظهر جليا مدي ضعف القيادة في الجيش الموحدي بالرغم من ضخامة جيوشه عندما كان يحاصر شنترين بقيادة أبو يعقوب يوسف فيمرض فيأمر بفض الحصار ولم يصل الأمر الي بقية الجنود بالطرق التي تقتضيها النظم العسكرية ، ففوجئ الجنود برفع فسطاط الخليفة ورجاله علي عجل فظنوا أنها هزيمة وتبادروا الي الفرار وانتهز البرتغاليين هذه الفرصة فهجموا علي معسكر المسلمين ويصاب الخليفة أبو يعقوب يوسف بسهم ويموت بعدها بليلتين عام 580 هجريا /1184ميلاديا .
أبو يوسف يعقوب المنصور (580-595) :
ويأتي أبو يوسف يعقوب ويصلح المنهج الديني للموحدين الذي كان قائما علي معتقدات الخوارج ،ويلقب بالمنصور.
ويبرز ابو يوسف يعقوب المنصور كقائد عسكري ماهر علي عكس من سبقه فينهي في عام 533هجرياعلي ثورة بني غانية .
ولكن كثرة الثورات في ذلك الوقت علي الدولة الموحدية زاد من مطامح إمارة البرتغال في التوسع و عاصر في نفس الوقت معارك صلاح الدين الأيوبي في الشام وانتصاراته وبدأ الإستعدادات في الدول النصرانية لمد الإمارات الصليبية بالمؤن والقوات وعندمات كانت تجهز قوات من الفلمنك لعبور البحر إلي الشام و لكنهم غيروا مسارهم إلي ميناء يسمي شلب في غرب الأندلس بقياده البرتغاليين و إستولوا عليها بعد عناء بعد أن إستبسل أهلها في الدفاع عنها.
وهنا تحرك أبو يوسف يعقوب و أعلن عن الجهاد و حمله كبري في غرب الاندلس لكي يضع الامور في نصابها و وصلت الانباء بأخبار معركه حطين بالنصر العظيم و فتح القدس و إستعادته مره أخري و هنا أتي الناس أفواجا للجهاد و قيل أن عدد المجاهدين كان أكثر من عدد الجيش الرسمي للدوله، و إستعاد شلب و عده حصون عام 587 هجريا ، ثم ألم به مرض طويل فأخر تقدمه .
و في عام 591 هجريا عندما تماثل للشفاء و إكتملت إستعدادته للغزوة الكبري عبر إلي الأندلس بجيش ضخم و أخذت الحشود تنضم إليه في طريقه.
و لما علمت ملك قشتاله ألفونسو الثامن من خروج أبو يوسف يعقوب بعث مستصرخا كل ملوك أسبانيا النصرانية واستصرخ البابوية وتقدمت حشود ضخمة من كل انحاء اوروبا يقودها فرسان ذو خبرة وتجربة في الحروب للثأر من المسلمين مما فعلوه فيهم في معركة حطين واستعادة القدس واستعدت حول حصن يسمي الارك وسميت المعركة باسم ذلك الحصن ، والتقي الجمعان وانجلي عن نصر ساحق للمسلمين وهرب ألفونسو الثامن مع كوكبة من فرسانة الي طليطلة.
وقد استشهد في هذه المعركة من المسلمين نحو عسرين ألفا، أما من جيش قشتالة وليون و الفرنج مائة ألف وستة وأربعين ألفًا ،عدد الأسري ثلاثين ألفًا، وعدد الخيام مائة ألف وخمسين ألف خيمة، والخيل ثمانين ألفًا، والبغال مائة ألف، والحمير أربعمائة ألف ، أما الجواهر والأموال فلا تحصى وبيع الأسير بدرهم والسيف بنصف درهم والفرس بخمسة دراهم والحمار بدرهم، وقسم يعقوب الغنائم بين المسلمين بمقتضى الشرع.
و يستعد أبو يوسف لإستكمال هذا النصر العظيم ولكن يمرض مرض شديد وتطلب منه الممالك النصرانية الصلح .
وفي عام595هجريا تشتد به العلة و بعد أن أتم عامه 39ببضعة أيام تتوفاه المنية .
رحم الله أبو يوسف يعقوب المنصور صاحب نصر الأرك العظيم .
محمد غلاب
عبد الرحمن غلاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق